قال مدير معهد الدراسات و البحوث الجيو- استراتيجية بباريس، الدكتور أحمد البرقاوي، في حوار خص به، ميديا ناو بلوس، بأنه في حال فوز المرشح الديمقراطي، جو باين، الذي تظهره عمليات الفرز في العديد من مراكز الإقتراع في اليوم الرابع على التوالي منذ إنطلاق الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، منتصرا، بأنه سيهدئ من روعة المجتمع الدولي كما سيداوي جراح الولايات المتحدة الأمريكية الكثيرة في هذه الآونة.
• خطاب متفائل أدلى به المرشح الديمقراطي، جو بايدن نهار أمس الأربعاء 4 نوفمبر، حول فوزه هذه الإنتخابات. فهل يقترب بايدن من حسم النتائج؟
كل المؤشرات التي ترد من مراكز الإقتراع عقب عمليات الفرز تظهر فوز بايدن وأغلب الملاحظين داخل الساحة يعتقدون أن بايدن سيفوز بهذه الإنتخابات بالرغم من الإعتراض الشرس للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وهو ما عودتنا عليه طبيعة هذا الرئي ، مشاكس وعنيد، على مدار عهدته الرئاسية وهو الآن لا يقبل بهذه النتائج . وأعتقد أن المرشح الديمقراطي جو بايدن سيفوز بهذه الإنتخابات.
• هناك تخوفات داخل الساحة الأمريكية من حدوث أعمال شغب في حال فوز جو بايدن، فهل تعتقدون وقوع ذلك كما يرجح إليه بعض المختصين؟
هناك بعض الأطراف خاصة الدولية منها، تنتظر أن تعيش الولايات المتحدة الأمريكية أزمة حقيقة بعدما ستفرزه هذه الإنتخابات الرئاسية من أزمات خانقة على أكثر من شقين، حيث أصبح الأمريكيون لا يتكلمون مع بعض داخل بيت واحد لإختلاف وجهاتهم السياسية هذا ينتمي إلى بايدن والآخر يصوت لصالح ترامب.
وكأن هذه الإنتخابات زادت من شرخ الأزمات التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية الصحية، الإجتماعية بكامل فوارقها بين الأغنياء والفقراء بالنظر إلى النظام الإقتصادي الليبرالي المعتمد في أمريكا الذي يغيب كل حقوق الفقراء.
ويجب التنويه إلى أن المجتمع الأمريكي مقبل على العديد من الأزمات ساهمت في حدتها حقبة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بسياسته القريبة من التطرف اليميني، فهو يصرح جهارا بأنه يؤيد البيض وأنه يريد إجهاض عملية السلام في الشرق الأوسط وإنسحابه من إتفاقية المناخ بباريس، وبالتالي أصبح الإقتصاد العالمي منكمشا جراء هذه التصرفات للإدارة الأمريكية.
• الموجة الزرقاء التي كانت متوقعة من قبل إستطلاعات الرأي الأمريكية لم تحدث، فما هو السبب في رأيكم؟
طبعا، إستطاع دونالد ترامب على مدار أربع سنوات إقناع الأمريكي ذو البشرة البيضاء برفع شعارات بأنه هو الحاكم و هو الذي يملك السيادة على تراب الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي ساهم في تعبئة أعداد كبيرة من الأمريكيين من البشرة البيضاء للتوجه نحو صناديق الإقتراع والتصويت بكثافة وذلك من خلال اللعب على أوتار العاطفة مخاطبا إياهم حول إذا ما كانوا يرغبون في رجوع الولايات المتحدة الأمريكية إلى “اليسار” وهذه الأخيرة “اليسار” تعد كلمة من المحرمات داخل الساحة الأمريكية.
ويجب التأكيد على أنه مباشرة بعد إعلان ترامب القدس عاصمة إسرائيل، زاد ذلك من حشد وتحفيز اللوبيات التي تريد استمرار أمريكا في هذا التوجه السياسي الذي يخدم الدولة الصهيونية، إلى جانب رفعه شعار الإنجيل معلنا ديانته جهرا أكبر عدد من المسيحيين المحافظين. وأعتقد أنه لعب على ثلاثة أوتار، الديني والثقافة السياسية الإستبدادية ثم قضية الشرق الأوسط. وللأسف الشديد فقد أساء هذا الرئيس كثيرا للمجتمع الدولي و الأمريكيين في حد ذاتهم.
• هل سيتمكن بايدن في حال فوزره من حل عقدة الحزب الديمقراطي؟ وما الذي سيفعله لتوحيد الأمريكيين؟
أعتقد ذلك، لأنه لا يجب أن ننسى أن جو بايدن كان نائب الرئيس السابق باراك أوباما ولو إستمر في نفس التوجه السياسي فقد سينجح في ذلك. وبدأ يبعث برسائل قوية ساعات قبيل الإعلان عن الفوز، بتصريحه بأنه سيلتحق بقمة المناخ بباريس كما وعد الأمريكيين بتعميم نظام الصحة للجميع الذي سبق وأن أقره باراك أوباما.
وفيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط فقد قال بأنه لن يقبل ما يقع الآن في بعض البلدان العربية فيما يخص التعدي على حقوق الإنسان، ما يعني بأن بايدن لن تتمكن بعض البلدان العربية من شرائه بالمال كما فعلت مع دونالد ترامب.
وأعتقد أن جو بايدن سيهدئ من روعة المجتمع الدولي لاسيما أننا نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تقود العالم سواء على المستوى الإقتصادي أو الأمني و بايدن جاء ليفتح بعض الملفات و ليغلق أخرى مثل الملف النووي في إيران، وأرى أنه ستكون هناك سياسات جديدة يحملها بايدن ولا أظن أنه ستكون له طموحات أخرى وهو في الـ 77 من العمر، بل سيقوم بتسوية بعض الملفات العالقة كما سيحاول على الأقل أن يداوي جراح الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة الآن و هي كثيرة.