يرى الإعلامي والمحلل السياسي بباريس، توفيق المثلوثي، في حوار خص به ” ميديا ناو بلوس”، أن لجوء الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، إلى المحكمة العليا سيكون بمثابة وصمة عار على جبينه، خاصة بعد رفض هذا الأخير، قبول قواعد اللعبة والتعنت للإعتراف بالهزيمة بالنظر إلى الغطرسة التي تعود عليها و أصبح بما يسمى بـ “الخاسر السيء”.
كما أكد محدثنا بأن المحكمة العليا لن تخاطر باستقرار دولة عظيمة مثل أمريكا وتضعها في مهب الريح، لاسيما أنه لا يخفى على الجميع بأن بما يسمى بالدولة العميقة هي التي تمسك بزمام السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية وليس ما يراه الجميع من رئيس حاكم ووزراء.
• لحد الآن وبعد الإعلان عن فوز جو بايدن لا يزال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب يرفض الإعتراف بهزيمته، فكيف سيتم إبعاده عن البيت الأبيض؟ وهل تعتقدون أن ذلك سيتسبب في خلق أزمة دستورية في الولايات المتحدة الأمريكية؟
أولا، شكرا على هذه الدعوة اللطيفة، وبخصوص تعنت ترامب وفريقه، هناك العديد من العوامل التي تجعلهم يتعنتون، أول شيء الوضع القانوني لدونالد ترامب والقضايا المتعلقة به، تجعله كالديك المجروح يتخبط لإيجاد حل لحماية نفسه إلى جانب مستشاريه الذين لا يرغبون في الخروج بكل سلمية ويريدون تقسيم البلد مهما كانت تبعات هذا التصرف.
لكن في النهاية أنا أعتقد بأنه لن يذهبوا بعيد، لأن الأمر يشكل خطرا على البلاد وعلى الدستور الأمريكي ولم يحدث هذا مسبقا أبدا في تاريخ دستور الولايات المتحدة الأمريكية.
والجميع يعلم أن في الولايات المتحدة الأمريكية، من يمسك السلطة ليس هو الحاكم الظاهر من رئيس ووزراء وكل ما نراه، وإنما من يسير حقيقة البلاد ما يسمى في أمريكا بالدولة العميقة وهذه الأخيرة لا أظنها ترغب في تضييع البلاد وفقدان أمريكا مصداقيتها في العالم أجمع.
ثم يجب التأكيد على أن كل التهاني التي تواردت على جو بايدن من جميع أنحاء العالم، تعد إعتراف بالأمر المقضي المنتهي، وأكبر دليل على ذلك تهنئة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو جو بايدن، ما يعد نهاية عهدة دونالد ترامب وعدم السير وراءه.
ولا أظن أن هذا سيغير شيئا من الوضع الحالي، فعوض أن يخرج دونالد ترامب برأس عال، فسوف يشوش لأن ذلك من طبعه، ونحن عانينا عبر مختلف دول العالم على مدار 4 سنوات من هذا الرئيس بالرغم من أننا لسنا أمريكيين، لكن سوء تصرفه عهدناه طيلة 4 سنوات.
• مامدى تأثير نتائج هذه الرئاسيات على شرعية الإنتخابات؟ فهل ستكون هذه الأخيرة منقوصة شرعية؟
لا أظن أنها ستكون منقوصة شرعية، لأن المحاكم سوف تقول كلمتها فيما يخص القضايا التي أودعها ترامب. وإذا قضت المحاكم بمصداقية الإنتخابات فلن تكون هناك قضية شرعية. بالعكس ستكون وصمة عار على جبين ترامب، الذي كان من المستحسن أن يقبل بقواعد اللعبة والإعتراف بالهزيمة لكنه تعود على الغطرسة، وأن يكون هو الوحيد الذي ينتصر وهو ما يسمى في اللغة الفرنسية بـ”الخاسر السيء”.
• وأخيرا، هل ستساعد تركيبة المحكمة العليا من الأغلبية الجمهورية المحافظة على الإنسياق وراء دونالد ترامب بعد إيداع فريق دفاعه شكاوى على مستواها؟
أولا، لا أظن أن القضية ستصل إلى المحكمة العليا، حسب كل المحللين وذلك لأن الكتاب العامون للولايات في أمريكا هم الذين يقدمون النتائج النهائية للإنتخابات الرئاسية التي يتم إعتمادها قانونيا ولا يمكن الطعن فيها والمحاكم المحلية ولمجموعة ترامب الحق في طعن النتائج لكن في حال خرجت وتم التوقيع عليها من قبل حكام هذه الولايات، فقد حسم الأمر وإنتهى.
و لا أعتقد أن يصل الأمر إلى المحكمة العليا و حتى في حال تم ذلك فلا أعتقد أن هذه الأخيرة، ستخاطر بإستقرار دولة عظمى مثل أمريكا و تضعها في مهب الريح.