الناشطة بمنتدى “فلسطين المواطنة” بباريس لانا صادق “الصدمة الكبرى هي قبول المغرب التطبيع مع إسرائيل مقابل الظفر بالصحراء الغربية”

حاورتها نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

 

 قالت الناشطة بمنتدى “فلسطين المواطنة” بباريس، لانا صادق، في حوار خصت به ميديا ناو بلوس،بأن التطبيع المغربي يعد طعنة أخرى تمت إضافتها إلى الخيانات الأولى لدول الإمارات والخليج.

لكنها تقول بأن الصدمة الكبرى بالنسبة لجميع الفلسطينين والمجتمع المدني أن يقبل المغرب التطبيع مع إسرائيل مقابل الظفر بالصحراء الغربية.

وأكدت محدثتنا، أن إسرائيل دولة غربية لا تحمل نفس القواسم بينها وبين الشعوب العربية ولن يتم قبولها داخل المنطقة العربية. مضيفة أن الشعوب العربية ستكون السند الحقيقي للقضية الفلسطينية فور تحررها من الأنظمة الإستبدادية.

• كيف تلقيتم قرار الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب حول التطبيع المغربي – الإسرائيلي الرابع من نوعه بعد دول الخليج؟

طعنة أخرى للقضية الفلسطينية بعد الخيانات الأولى من قبل دول الخليج، هكذا أصفها أولا بإسمي كفلسطينية وبإسم كل الفلسطينيين بصفة عامة، والصدمة الكبرى بالنسبة إلينا، عندما أتت هذه الطعنة من المغرب.

طبعا، نحن نعلم أن دولة المغرب كحكومة كانت لديها علاقات مع إسرائيل منذ عهد محمد الخامس، فيما يخص التبادلات التجارية وذلك راجع لجاليتها اليهودية الموجودة بكثرة في إسرائيل.

والذي صدمنا أكثر هو بالذات المغرب خاصة أن هذا البلد معروف عن مساندة أغلبية شعبه الساحقة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

لكن تبقى صدمة متوقعة ونحن نعرف أن جميع الأنظمة داخل الدول العربية بدون استثناء هي أنظمة لم تساند الشعب الفلسطيني. وتبقى أنظمة فقط تتغنى بالشعارات والتنديدات.

• ما الذي إستفادته فلسطين من تنديدات وشعارات الدول العربية التي لا تقدم و لا تؤخر، وبدون فعل أي شيء؟

للأسف الشديد منذ سنة 1948 يعني بعد 73 سنة، لم تستفد فلسطين أي شيء من هذه التنديدات والشعارات، لكن يجب التفريق بين الحكومات و الشعوب العربية، هذه الأخيرة ( الشعوب)، جد متعاطفة مع القضية والشعب الفلسطيني.

وجميع الفلسطينيين يلمسون ذلك بشكل كبير. مثلا أنا عندما زرت المغرب وتونس قبل 15 سنة، لمست كل هذا التعاطف وشعور المحبة تجاه الشعب الفلسطيني.

و بمجرد أنني قلت أنا فلسطينية شعرت بسعادة الشعبين وفرحتيهما. نعم هناك تعاطف كبير ، لكن للأسف هذه الشعوب في حد ذاتها مقهورة وهي بنفسها تعاني من إستبداد منذ عقود طويلة.

وللأسف هي غير قادرة على مساعدة الشعب الفلسطيني كونها غير متحررة من الأنظمة الإستبدادية.

• وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، صرح مباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عن قرار التطبيع المغربي – الإسرائيلي، بأن” المغرب كان السباق في عملية السلام وأن ربط الإتصال مع إسرائيل لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية”، فما تعليقكم على ذلك؟

هههه، يعني فعلا المضحك المبكي، هذه من السخريات التي تتفنن فيها هذه الأنظمة، نفس الشيء الذي فعلته دول الخليج عندما قاموا بتطبيع الخيانة راحوا يقولون بأن هذه الإتفاقيات سوف تمنع ضم أراض فلسطينية لإسرائيل.

وجاء اليوم أيضا دور المغرب الذي يرفع نفس الشعار الكاذب ومنافي للحقيقة، نحن كفلسطينيين، لسنا بحاجة إلى أن تقيم الأنظمة العربية علاقات مع إسرائيل لمساعدتنا.

بالعكس هي بصدد مساندة الإحتلال والإستعمار الصهيوني لفلسطين وتبقى هذه الحجة من أكبر الأكاذيب. وليست لهذه الإتفاقيات من التطبيع أي مبرر أو أرضية حقيقية.

نحن نتساءل بكل تعجب كيف أنت تطبع مع الإحتلال وترغب في مساندة الشعب الفلسطيني؟ كيف يا ترى؟ أنت لما تقيم علاقات مع دولة تحتل، تقمع، تسجن وتقتل، بإسم مساندة الشعب الفلسطيني.

فكيف ستكون هناك علاقات تجارية و إقتصادية و ثقافية بين المغرب و دولة الإحتلال ؟ هذا كلام غير منطقي وغير مقبول إطلاقا. وحتى الطفل الصغير سينعتها بالتصريحات الكاذبة بمجرد سماعها.

يكفي أنهم يكذبون على شعوبهم فلا يأتون ليكذبوا علينا نحن كفلسطينيين. هم مستبدين وخانعين للسياسات الأمريكية.

لكن تبقى الصدمة الكبرى بالنسبة إلينا كشعب فلسطيني ومجتمع مدني، هي قبول المغرب التطبيع مع إسرائيل مقابل الظفر بالصحراء الغربية و حرمان الشعب الصحراوي من حق تقرير المصير.و هو ما لا نقبله أبدا كفلسطينيين.

• الكثير من الدول العربية التي تطبع مع إسرائيل تحل قضاياها وأزماتها على حساب القضية الفلسطينية، السودان كان مطلبها نزعها من قائمة الإرهاب، الإمارات طائرات FP35 و المغرب مغربية الصحراء الغربية، فكيف تصفون هذه الأنظمة العربية؟

هي أصلا، لم تحل أزماتها و مشاكلها، فماذا ستستفيد شعوب هذه الدول، السودان ، المغرب الإمارات والبحرين وكل الدول التي طبعت مع الكيان الصهيوني، حقيقة ماذا ستستفيد؟ هل ستكون هناك تنمية حقيقة داخل هذه الدول؟ هل ستتخلص هذه الشعوب من مشاكل الفقر ، البطالة بحجة التطبيع.

إذن عمليا، إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذا التطبيع لأنها ستستمثر ماديا وإقتصاديا داخل هذه الدول التي طبعت معها على حساب إقتصاديات الدول نفسها.

و يجب فهم شيء جد مهم إسرائيل لا تبحث عن مصلحة الدول العربية و لا تهمها هذه الشعوب. لكن الشيء الوحيد الذي يهما أن تتغلغل داخل المنطقة العربية بمحاولة إقناع الشعوب العربية بأنها دولة طبيعية و يجب أن يسمح لها بالإستمرار تحت ظلال المنطقة العربية. وكل ذلك على حساب فلسطين و جميع الشعوب العربية.

كل الشعوب العربية لن تقبل بوجود إسرائيل داخل المنطقة لأنها دولة غريبة، دولة قائمة على الإستعمار وتطهير شعب آخر، وإسرائيل قامت بتطهير عرقي منذ سنة 1948 إلى غاية يومنا هذا، و شردت مشهد الشعب الفلسطيني، فلا يمكن القبول بها شعبيا داخل المنطقة العربية ككل.

ولا يمكن أن تستمر هذه الدولة لا ثقافيا و لا أخلاقيا، و لا توجد لديها أي قواسم مشتركة بينها و بين الدول العربية. و حتى لو إندثر أو تم مسح الشعب الفلسطيني، إسرائيل لن يتم قبولها داخل المنطقة العربية لأنها دولة مدمرة و مستعمرة قامت على أنقاض القرى و المدن الفلسطينية و على أنقاض الشعب الفلسطيني في حد ذاته.

لكن نحن نقول كناشطين فلسطينين، لدينا ثقة كبيره في شعوب المجتمعات العربية، وفور تحرر هذه الشعوب من الأنظمة الإستبدادية، ستكون لاحقا سندنا الحقيقي، سندا طبيعيا وأخلاقيا لجميع الفلسطينيين من أجل التحرر و الإستقرار.

 

اترك تعليقا

Envie d'un cookie pour enrichir votre expérience ? 🍪


Merci de visiter medianawplus.fr !

Votre confidentialité est notre priorité. La publicité nous permet de vous offrir un accès gratuit à des informations fiables et de qualité, à tout moment.

En acceptant les cookies, vous profitez d'une actualité savoureuse, agrémentée de découvertes en ligne. Vous pouvez également continuer sans les accepter, à votre convenance.

Avec nos partenaires, nous utilisons certaines données (comme votre adresse IP ou vos préférences de navigation) pour :
- Améliorer votre expérience utilisateur
- Mesurer notre audience
- Vous proposer des contenus et publicités adaptés
- Faciliter vos interactions avec les réseaux sociaux et services tiers

En continuant votre navigation sur ce site après la fermeture automatique de cette fenêtre ou en cliquant sur le bouton "j'accède au site" ceci signifie que vous acceptez nos finalités conformément à nos CGU, Mentions Légales et Politique de Confidentialité.

Merci de votre compréhension et de votre confiance !

This will close in 30 seconds

error: Tous les contenus sont soumis à droit d'auteur.